روبوت تقديم وصفات لطبخ اللحوم البشرية!
أحدث الذكاء الاصطناعي طفرة هائلة في مختلف المجالات الحياتية، ولكن هل تخيلت يوماً أن تتدخل هذه التكنولوجيا في مجال الطبخ، وتقوم بتطوير روبوت تقديم وصفات للطبخ؟ هذا ما سيكشفه لكم هذا المقال الذي أعده “المهندس تك“.
Savey روبوت وصفات طبخ
قدمت سلسلة المتاجر النيوزيلندية Pak’nSave لمستخدميها روبوت محادثة متخصص بوصفات الطبخ، عندها تبنت استخدام النماذج الكبيرة لغوياً بسرعة نسبياً.
وكان يدعى روبوت تقديم وصفات الطبخ، بـ Savey، والذي تم تخصيصه لاقتراح الوصفات والوجبات للمستخدمين، اعتماداً على المكونات والمواد الأولية التي يمتلكونها في ثلاجتهم.
إضافة إلى ذلك الروبوت فقد تم تطوير العديد من الخدمات المشابهة، كالنموذج اللغوي الشهير GPT 3.5، الذي تم تطويره من قبل شركة OpenAI، والذي يتم استخدامه في الإصدار المجاني من روبوت محادثتها الشهير ChatGPT حتى الآن، لكن يبدو أن سلسلة المتاجر النيوزيلندية لم تضع في حسبانها أن الروبوت الذي تبنته قد يكون خداعه سهل، تماماً كما مثيله ChatGPT.
وصفات للحوم البشرية
طلب مستخدم وصفة طعام تشمل لحوم البشر والبصل والبطاطس والجزر! حيث كان جواب روبوت المحادثة المتخصص بالطبخ، هو تقديم وصفة لصنع “حساء اللحم الغامض”، والذي يشتمل على المكونات التي أضافها ذلك المستخدم والتي وصفها الروبوت بأنها: “طبق قوي بشكل مهدئ وشهي ، سيفاجئك بطعمه السحري”.
تقديم الروبوت وصفات للأسلحة الكيمايئية
في حالة أخرى، أثار روبوت تقديم وصفات الطبخ الجدل، عندما قدم وصفة لأحد مستخدمي منصة تويتر (التي أصبح اسمها X)، وكانت الوصفة تحمل اسم “الخليط العطري للماء”، إذ قدم المستخدم للروبوت مكونات أولية للوصفة، تضمنت الماء والأمونيا والمبيض، فجاء رد الروبوت سريعاً: ” هل تشعر بالعطش؟ هذا الخليط العطري للماء هو مشروب غير كحولي مثالي لإنعاش جسدك وحواسك، وريّ ظمأك، إذ يجمع الروائح المنشطة للماء والمبيض والأمونيا لصنع تجربة فريدة مميزة بالفعل”.
ويشار إلى أن روبوت تقديم وصفات الطبخ، كان قد قدم وصفة للمستخدم استناداً على مواد أولية لا تصلح للاستهلاك البشري البتة، فقد كان هناك مشكلة في وصفته المسماة “المزيج للماء العطري”، إّ أنها لن تصدر عطوراً بالفعل، لكنها تصدر رائحة غاز سام يسمى “الكلورين”، والمعروف كسلاح كيميائي ممنوع ومحظور دولياً.
ونتجت هاتان الحالتان، من مجموعة وصفات حصل عليها مستخدمون روبوت المحادثة بعد إدخالهم المكونات الغريبة كالحجارة مثلاً، والنفط والزفت، وغير ذلك من المواد غير الصالحة للاستهلاك البشري.
ويعود سبب ذلك الأمر، إلى أن نماذج اللغة الكبيرة تفتقد “الذكاء” الذي يرى البعض أن وجوده عند تفاعلهم معها، لكنها مصممة لتوليد النصوص حتى تبدو مقنعة دون اهتمامها لبعض الأمور، مثل الحقائق على سبيل المثال.
وفي حالة روبوت تقديم الوصفات هذا، فقد كان مجرد إضافة طبقة موضوعية فوق ChatGPT بحيث تأخذ المكونات التي أدخلها المستخدم وتقوم بإرسالها ضمن نماذج لأوامر محددة للنموذج اللغوي المتنوع، والذي لم يتم تدريبه لهذا الهدف أساساً.
وكانت الشركة المطورة لروبوت تقديم وصفات الطبخ، قد حلت المشكلة التي ذكرناها سابقاً، من خلال سد المشكلة الأساسية: وهي قدرة المستخدمين الآن على إدخال أي مكونات غريبة، يرد روبوت المحادثة كرد تلقائي بما يبدو بأن المكونات التي أدخلها المستخدم غير صالحة، وهذا يبدو بالتحديد ختام لهذه المشكلة، وإن كان قد يترك باباً مفتوحاً أمام نوع آخر من المشاكل بالمستقبل.