لماذا تكذب تسلا بشأن مدى قيادة سياراتها؟

أحدثت التكنولوجيا نقلة كبيرة في مجال السيارات، وعندما نتكلم عن تكنولوجيا السيارات وتطويرها، تبرز سيارات تسلا في الواجهة، غير أن الحوادث التي وقعت لتلك السيارات تجعلنا نطرح السؤال عن مدى الأمان والسلامة عن مستقبل سيارات تسلا؟

وتعتمد تسلا منذ عشر سنوات تقريباً، كتابة خوارزميات لقياس مدى قيادة سياراتها؛ لتظهر لزبائنها توقعات متضخمة للمسافة التي يمكن أن تقطعها السيارة الكهربائية عند الوصول إلى مرحلة الشحن الكامل، كما وتُظهر الخوارزمية للسائقين، توقعات أكثر واقعية لمدى القيادة المتبقي، عندما تنخفض البطارية إلى أقل من 50 بالمئة من الحد الأقصى لشحنها.

وعلى الرغم من التقنيات المتطورة التي تستخدمها تسلا في سياراتها إلا أن هنالك بعض المشاكل الخطيرة التي قد أدت إلى حوادث كثيرة، فهل تعمل الشركة على تطوير أنظمتها؟

وفرضت هيئة مكافحة الاحتكار في كوريا الجنوبية، في يناير الماضي، غرامة قدرها 2.2 مليون دولار على شركة تسلا، حيث اتهمت الشركة بالمبالغة عند الإعلان عن مدى قيادة سياراتها من شحنة واحدة، وفعالية توفيرها للتكاليف مقارنة بالسيارات العاملة بالبنزين، وكذلك عن أداء شواحنها السريعة.

وقالت الهيئة إنه في الطقس البارد، ينخفض مدى قيادة السيارات الفعلي بنسبة تصل إلى 50.5% مقارنة بما تم الإعلان عنه.

فيما كشف تحقيق قامت به وكالة رويترز، اطلع عليه “المهندس تك“، أن شركة تسلا تكذب على عملائها منذ عدة سنوات، وتبالغ عند الإعلان عن مدى قيادة سياراتها باستمرار، وهذا أدى إلى اعتقاد السائقين بأن سياراتهم تعاني من مشكلات عندما يلاحظون تخلفها عن الوصول إلى مدى القيادة المُعلن عنه من قبل الشركة.

وكشف التقرير، أن شركة تسلا ضخّمت مدى قيادة سياراتها، من خلال التلاعب بالبرمجيات المسؤولة عن تقدير مدى القيادة المتبقي لحظياً، وذلك بالاعتماد على بلاغ شخص مطلع على التصميم الأولي لتلك البرمجيات، إذ كانت أنظمة السيارات تعرض توقعات “متفائلة جداً” لمدى القيادة المتبقي عندما يكون شحن بطاريتها كاملاً.

وقالت رويترز، إن الشركة عيّنت في منتصف عام 2022 فريقاً لتحويل شكاوي السائقين حول مدى القيادة، والذي كان يلغي مواعيد فحص السيارات المشكو عليها، فلا يوجد طريقة فعلية لإطالة مدى قيادة سيارات تسلا، وكان هذا الفريق يتعامل مع ما يصل إلى 2000 شكوى أسبوعياً، وكان من المتوقع منه أن يغلق حوالي 750 شكوى في أسبوع واحد.

وأشارت الوكالة، إلى أن مختبري السيارات والمنظمين ينبهون باستمرار عن مبالغة الشركة في عرض المسافة التي يمكن لسياراتها قطعها قبل نفاد بطارياتها، ولكن لم تستطيع رويترز على معرفة ما إذا كانت تسلا لا تزال تستخدم البرمجيات التي تبالغ في تقدير مدى القيادة في سياراتها.

وأظهر اختبار أجرته مجلة السيارات Car and Drive، أن اختبارها أظهر أن تسلا تسوّق لمدى قيادة سياراتها بأرقام خيالية، ولكن في النهاية تقدم السيارات نتائج أقرب إلى الواقع، ويقل مداها الفعلي عن المدى المُعلن عنه بضعف القيمة، التي يقل فيها المدى الفعلي للسيارات الكهربائية الأخرى، وبذلك قد تتمتع سيارة تسلا بمدى قيادة معلن عنه يصل إلى 640 كيلومتراً، وسيارة Porsche بمدى قيادة 480 كيلومتر لكن وعند التجربة تمتلكان مدى قيادة واقعي شبه متطابق.

اقرأ/ي المزيد:

• تقنية القيادة الذاتية | بين الابتكار والمخاوف الأمنية في سيارات تسلا

• صور | سيارة Tesla نموذج S Plaid في Chongqing، المدينة السحرية 8D للمصور لو جينجين