الذكاء الاصطناعي

بعد محاولة دمجه بالدماغ البشرية، إلى أين سيصل الذكاء الاصطناعي؟

يستمر تطور الذكاء الاصطناعي في تشكيل معرفتنا وفهمنا للعالم، حيث تدور نقاشات كثيرة في وقتنا الحالي حول جدارة الذكاء الاصطناعي وقدرته على مضاهاة الذكاء البشري، ولاستغلال أفضل ما فيهما، من خلال محاولات دمجه بالدماغ البشرية، كيف وما الهدف من ذلك؟ هذا التساؤل يجيبكم عليه هذا المقال الذي أعده “المهندس تك“.

مؤخراً، حصل فريق من الباحثين على منحة قدرها 600 ألف دولار، من مكتب الاستخبارات الوطنية الأسترالي؛ لدراسة طريقة تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في الخلايا والمشابك العصبية في الدماغ البشر.

 الفكرة الأساسية من المشروع.

ينطوي الهدف الأكبر وراء ذلك الأمر، من دمج الدماغ البشري مع الذكاء الاصطناعي، وابتكار نظام قادر على التكيف مع البيئة المحيطة به، بالعمل ذاتياً دون الحاجة إلى تدخل بشري كبير، مما قد يعطي التعلم الآلي بعداً جديداً سواء تم استخدامه في السيارات ذاتية القيادة، أو الطائرات المسيرة ذاتية القيادة، وهذا ما يأمل المانحون تحقيقه.

ونجح فريق الباحثين منذ الآن بالتعاون مع الشركة الكندية الناشئة Cortical Labs، في جعل مجموعة من حوالي 800 ألف خلية دماغية موضوعة في طبق مختبر بتري قادرة على لعب لعبة “البونغ” على الحاسوب، وهي لعبة بسيطة يقوم اللاعب بها بضرب وصد كرة مرتدة حول الشاشة.

وقال عديل رازي، رئيس فريق الباحثين وأستاذ مساعد في جامعة مونارك: “يمكن لهذه التقنية أن تسمح للذكاء الاصطناعي (بالتعلم طوال حياته) مثل: خلايا الدماغ البشري، أي أنه سيتعلم مهارات جديدة دون فقدان مهاراته المكتسبة في السابق، كما سيكون قادراً على تطبيق معرفته الحالية على مهام جديدة.

الدماغ في طبق الذكاء الاصطناعي

وبحسب دراسات سابقة، فإن الدماغ البشري قادر على تخزين ما يعادل أكثر من مليون مرة من سعة الكمبيوتر المنزلي العادي، باستخدام ما يعادل بضعة واطات فقط من الطاقة، فيما تستخدم مزارع البيانات الأمريكية أكثر من 15 ألف ميغاوات سنوياً، يتم توليد الكثير منها بواسطة عشرات محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.

بدورها قالت مجلة “أخبار علم الأعصاب“، إن باحثين من جامعة جون هوبكنز، يعملون على تطوير مشروع “الدماغ في طبق” حيث يتم برمجة الخلايا الدماغية البشرية، ودمجها الكترونياً.

وأوضح الفريق أنه يمكن لأجهزة الكمبيوتر البيولوجية، أن تتفوق على أجهزة الكمبيوتر الإلكترونية الحالية، لتطبيقات معينة باستخدام جزء صغير من الكهرباء التي تتطلبها أجهزة الكمبيوتر ومزارع الخوادم اليوم.

السعي لتفسير ما لا يمكن تفسيره.

تعد جميع هذه التطورات المستمرة جزءاً من المستقبل المجهول، وفي خطوة تهدف إلى توسيع نطاق البحث المؤثر في المعرفة العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي، أشار الكاتب، هاري كولينز، في كتابه بعنوان “الذكاء الاصطناعي: ضد استسلام البشرية لأجهزة الكمبيوتر”، إلى أن الهدف من الشبكات العصبية هو أن الإنسان يصنعها، في البداية على الأقل، ولكن “بمجرد كتابة البرنامج تبدأ حياتها الخاصة، بدون جهد كبير، ويمكن أن تظل الطريقة التي يعمل بها البرنامج غامضة”.

ومع استمرار التطور في تشكيل معرفتنا وفهمنا للعالم، واكتشافاتنا، ومعاملاتنا، وطرق التعلم، والاستهلاك، والتفاعل، سيظل الدافع من أجل الفهم متنامياً، وعندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي القابل للتفسير والشفافية، تخبرنا قصة الشبكات العصبية أنه من المحتمل أن نبتعد عن هذا الهدف في المستقبل، بدلاً من الاقتراب من تحقيقه.

وهناك احتمال كبير أنه كلما زاد تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا، تراجع فهمنا لطريقة العمل أو سببها، بيد أن العديد من الناس لا تقبل ذلك اليوم، ونرغب في معرفة كيف يعمل الذكاء الاصطناعي وكيف يصل إلى القرارات والنتائج التي تؤثر علينا.

اقرأ/ي المزيد:

 

Related Articles

Back to top button