تكنولوجيا النقل

تقنية القيادة الذاتية | بين الابتكار والمخاوف الأمنية في سيارات تسلا

أثارت تقنية القيادة الذاتية في سيارات تسلا (Tesla) العديد من الجدل والاهتمام منذ إطلاقها، حيث تتراوح آراء الناس بين الإعجاب والقلق بشأن أمان هذه التقنية الثورية. ورغم استحواذ تسلا على سمعة قوية في صناعة السيارات الكهربائية والابتكارات التقنية، إلا أنها تعرضت لعدد متزايد من الشكاوى والتحقيقات المتعلقة بسلامة السيارات المزوَّدة بهذا النظام.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تفاصيل وأرقام مخيفة حول برمجيات القيادة الذاتية ومساعدة السائقين التي تقدمها شركة السيارات الكهربائية تسلا. حيث تُعَدُّ هذه التقنيات من بين المنتجات المستقبلية الرئيسية وأحد أهم أسباب تقييم الشركة الهائل في السوق.

وأفادت الصحيفة في تقرير نشرته مؤخراً، بأنه تم ارتباط برمجيات “القيادة الذاتية الكاملة” التي تقدمها شركة تسلا بعدد كبير ومخيف من حوادث المرور.

وتورطت هذه البرمجيات في ما مجموعه 17 حالة وفاة، بالإضافة إلى 736 حالة تحطم للسيارات على الأقل، منذ عام 2019. ويثير القلق حقيقة أن العديد من هذه الحوادث وقعت خلال العامين الأخيرين فقط.

وما يثير الاهتمام هو التباين الكبير بين أعداد حوادث تسلا وتلك التي تنتج عن تقنيات القيادة الذاتية ومساعدة السائقين في الشركات الأخرى.

فعلى الرغم من تطور أنظمة القيادة الذاتية في شركة تسلا، إلا أنها تتحمل مسؤولية عدد حوادث أكبر بعدة أضعاف من إجمالي حوادث التقنيات المشابهة التي تم تقديمها من قِبَل شركات السيارات الأخرى.

وقامت الإدارة الوطنية لسلامة الطرقات في الولايات المتحدة بجمع البيانات، مما يعني أنها تشمل حوادث الطرق فقط داخل الحدود الأمريكية.

ومن المتوقع أن يكون العدد العالمي للحوادث أكبر بكثير، نظرًا لعدم توفر بيانات الحوادث في جميع أنحاء العالم.

وتزايد الجدل حول استراتيجية التسويق التي اعتمدتها شركة تسلا لتقنية القيادة الذاتية في سياراتها خلال السنوات الأخيرة. حيث يُصنَّف ما تقدمه الشركة كمساعدة للسائق على مستوى الدرجة الثالثة، في حين تستخدم الشركة تعبير “القيادة الذاتية الكاملة” الذي يفهمه معظم الأشخاص على أن السيارة تستطيع القيادة تمامًا بشكل مستقل عن السائق، وهو افتراض غير صحيح.

نتيجة للاسم الذي استخدمته تسلا، تعرضت الشركة لعدة تحقيقات وتم مقاضاتها وحظر استخدام تعبير “القيادة الذاتية الكاملة” في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وزادت الشكوك حول الشركة بسبب تسريبات كبيرة من الوثائق التي تم تسريبها إلى صحيفة ألمانية، والتي كشفت عن وجود آلاف الشكاوى الموجهة إلى الشركة من قِبَل السائقين بخصوص مشاكل في الفرامل المفاجئة على الطرق السريعة وزيادة السرعة دون الضغط على دواسة الوقود.

اقرأ/ ي أيضاً:

في الختام، يُظهِر الجدل الذي أحاط بتقنية القيادة الذاتية في سيارات تسلا بأنه لا يمكن التغاضي عن التحديات والمشكلات المرتبطة بأمان هذه التقنية المبتكرة. حيث تزايدت الشكاوى والتحقيقات حول حوادث السيارات وتساؤلات حول التسمية والتسويق الذي قامت به الشركة.

Related Articles

Back to top button