أخبار مميزةالتكنولوجيا العسكريةشروحات

تحقيق الهدف بدقة فائقة | نظرة تفصيلية على قنبلة GBU 39 أحدث التقنيات العسكرية الذكية

القنابل هي واحدة من أهم وسائل القوة المستخدمة في العمليات العسكرية، حيث تعد القنابل أداة فعالة لتحقيق الهدف المنشود عن طريق استخدام القوة الانفجارية، فهي تتميز بقدرتها على تدمير الأهداف المتحركة والثابتة بكفاءة عالية. تشمل مجموعة متنوعة من الأنواع والأحجام والوظائف، بدءًا من القنابل التقليدية التي تنفجر عند الاصطدام إلى القنابل الذكية الموجهة بدقة، في هذه المقالة التفصيلية تقدم لكم مدونة المهندس تك نظرة تفصيلية حول أبرز القنابل الموجهة الذكية، والتي تمتاز بقدرتها على التحكم في مسارها وتوجيهها بدقة نحو الهدف المحدد، تعتمد هذه القنابل على تقنيات التوجيه المتقدمة مثل GPS والأشعة تحت الحمراء والليزر، مما يمنحها قدرة استثنائية على ضرب الأهداف المحددة وتجنب الأضرار الجانبية.

ومن بين القنابل الموجهة الذكية المبتكرة تأتي قنبلة GBU 39، والتي تعتبر واحدة من أهم التقنيات في مجال التكنولوجيا العسكرية، وتم تصميمها لتكون خفيفة الوزن ودقيقة الضرب، مما يجعلها مناسبة للاستخدام ضد أهداف صغيرة ومتحركة.

أنواع القنابل

هناك مجموعة متنوعة من أنواع القنابل المستخدمة في العمليات العسكرية، فيأتي تصنيف القنابل بناءً على مختلف المعايير، بما في ذلك الوزن والوظيفة وطريقة التوجيه. إليك بعض الأنواع الشائعة للقنابل:

  1. القنابل التقليدية (General-Purpose Bombs): تعتبر القنابل التقليدية هي الأكثر استخدامًا وشيوعًا. وهي عبارة عن قنابل غير موجهة تنفجر عند الاصطدام بالهدف. تستخدم في تدمير الأهداف الكبيرة والمناطق الواسعة.
  2. القنابل الذكية الموجهة (Precision Guided Bombs): هذه القنابل تتميز بالدقة العالية في الضرب، حيث تستخدم تقنيات التوجيه المتقدمة مثل GPS والأشعة تحت الحمراء والليزر لتحقيق الدقة في الوصول إلى الهدف المحدد.
  3. القنابل العنقودية (Cluster Bombs): تحتوي القنابل العنقودية على عدد من القنابل الصغيرة الفرعية التي تنفصل عند الانفجار وتنتشر في منطقة واسعة. يستخدم ذلك لتغطية مساحة أكبر وتدمير أهداف متعددة.
  4. القنابل الحرارية (Thermobaric Bombs): تستخدم القنابل الحرارية التكنولوجيا الحرارية لإنشاء ضربة قوية تتركز على تدمير الأهداف الموجودة في المساحات المغلقة مثل المخابئ والأنفاق.
  5. القنابل النووية (Nuclear Bombs): تعتبر القنابل النووية أقوى أنواع القنابل، حيث تستخدم قوة الانشطار النووي لإحداث تدمير هائل. تستخدم فقط في الظروف الاستثنائية وتحت رقابة صارمة.

المكونات الرئيسية للقنبلة

القنابل تتكون عادة من عدة مكونات رئيسية تعمل معًا لتحقيق الانفجار القوي وتحقيق الهدف المطلوب. إليكم بعض المكونات الرئيسية للقنابل:

  1. الرأس الحربي (Warhead): يعتبر الرأس الحربي جزءًا حاسمًا في القنبلة، حيث يحتوي على المواد المتفجرة التي تولد الانفجار القوي. يتم تصميم الرأس الحربي وفقًا للهدف المحدد للقنبلة، سواء كانت تستهدف المباني أو المركبات أو الأهداف الأخرى.
  2. الصمامات (Fuses): تعمل الصمامات على تنظيم التوقيت والإشعال للانفجار. تتم ضبط الصمامات بشكل محدد لتفعيل الانفجار في الوقت المناسب بعد إطلاق القنبلة.
  3. الهيكل الخارجي (Casing): يشكل الهيكل الخارجي القوة والحماية البدنية للقنبلة. عادة ما يتم تصنيعه من مواد قوية ومتينة مثل الفولاذ أو الألمنيوم لتحمل قوات الاصطدام والظروف القاسية أثناء الطيران والهبوط.
  4. الأجنحة (Wings): تساعد الأجنحة في توجيه القنبلة وتعطيها استقرارًا خلال الطيران. يتم تصميم الأجنحة بشكل يسمح للقنبلة بالتحليق بشكل مستقيم أو بطرق محددة للوصول إلى الهدف المحدد.
  5. النظام الإلكتروني (Electronic System): يشمل النظام الإلكتروني أجهزة متقدمة مثل الأجهزة الحساسة والمقاييس والحساسات. يساعد هذا النظام في توجيه القنبلة وتحقيق الدقة المطلوبة عن طريق توجيهها نحو الهدف المحدد والتفاعل مع الظروف

القنابل الموجهة

قنبلة GBU 39

القنابل الموجهة الذكية هي تطور هام في مجال التكنولوجيا العسكرية، حيث تجمع بين القوة الانفجارية للقنابل التقليدية والدقة العالية للتوجيه المتقدم. وتهدف إلى زيادة الدقة والتحكم في الأضرار الجانبية، وتقليل الخسائر المدنية وتحسين فعالية الهجمات العسكرية.

وتعتمد القنابل الموجهة على مجموعة متنوعة من التقنيات لضمان وصولها إلى الهدف المحدد بدقة عالية. تشمل هذه التقنيات أنظمة الملاحة العالمية (مثل GPS) وأنظمة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء والليزر والرادار. يتم تحديد الموقع الدقيق للهدف وإرسال إشارات التوجيه للقنبلة أثناء الطيران، مما يتيح لها تعديل مسارها وتوجيهها نحو الهدف المطلوب.

وتتمتع بميزات عديدة. مثل الدقة عالية في الضرب، مما يعني أنها يمكنها استهداف الأهداف الصغيرة والدقيقة بدقة عالية وتجنب الأضرار الجانبية غير المرغوب فيها. كما تساهم في تقليل عدد الطلعات والموارد المطلوبة لتدمير الأهداف، مما يحسن كفاءة العمليات العسكرية ويقلل من التكاليف.

وتستخدم القنابل الموجهة الذكية في مجموعة متنوعة من المهمات العسكرية، بما في ذلك استهداف الأهداف العسكرية الحيوية، ودعم القوات البرية، والتحكم في الأضرار الجانبية أثناء الهجمات الجوية، ومكافحة الإرهاب. تعزز هذه القنابل قدرة الجيوش على تحقيق الأهداف بفعالية.

قنبلة GBU 39

تنتمي قنبلة GBU-39 إلى فئة القنابل الذكية الموجهة بدقة، وتعتبر جزءًا من عائلة قنابل Small Diameter Bomb (SDB) التي طورتها الولايات المتحدة الأمريكية. تم تصميم العائلة بشكل خاص لتكون قنابل صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، مما يمنحها قدرة عالية على الدقة والتحكم في الأضرار الجانبية.

ويتم تصنيف قنابل GBU-39 كقنابل دقيقة جدًا (Precision Guided Munitions)، حيث تستخدم أنظمة توجيه متقدمة مثل تقنية الأشعة تحت الحمراء ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتحقيق الدقة في الضرب على أهدافها. هذه القنابل تعتمد على تكنولوجيا الملاحة والتوجيه الذكية للتأكد من وصولها إلى الهدف المحدد بدقة عالية وتقليل الأضرار الجانبية والضحايا المدنيين.

وقنبلة GBU-39 تم تطويرها لتستخدمها القوات الجوية الأمريكية والقوات المسلحة الأخرى في العمليات العسكرية المختلفة، وتعد فعالة في تدمير أهداف صغيرة ومتحركة بدقة وكفاءة.

مميزات قنبلة GBU 39

قنبلة GBU 39

تعد الدقة العالية أبرز مميزات قنبلة GBU 39. فهي مصممة بتقنيات توجيه متقدمة، بما في ذلك نظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية GPS والتوجيه بواسطة الليزر، مما يسمح بتحقيق دقة متناهية في استهداف الأهداف المحددة.

تم تصميم القنبلة لتتمتع بالقدرة على ضرب الأهداف المحصنة، مثل المباني المدرعة والمخابئ والمواقع العسكرية الحصينة. تتمتع القنبلة برأس حربي متفجر يمكنه تحقيق تدمير كبير لهذه الأهداف، حيث أن والهدف من صنعها توفير القدرة للطائرات على حمل أكبر عدد من القنابل.

وتتميز قنبلة GBU 39 بحجمها الصغير وخفة وزنها التي يقدر ب 110 كلغ، مما يتيح للطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار حمل وإطلاق عدد كبير منها. وبفضل هذه القابلية للحمل المتعدد، يمكن تنفيذ ضربات جماعية أو توزيع القنابل على عدة أهداف في وقت واحد.

تزود القنبلة GBU-39 بثلاثة أجهزة استقبال مرتبطة مع الطائرة ومحطة التنسيق في غرفة العمليات الجوية.

وفي يناير 2014، دخلت مرحلة الإنتاج، وتعمل بالبحث الثلاثي (الرادار والأشعة تحت الحمراء، والليزر semiactive) مع توجيه بواسطة نظام الملاحة بالقصور الذاتي ونظام التموضع العالمي.

دخلت قنبلة GBU 39 في مرحلة الإنتاج في العام 2006. وتم تطويرها بواسطة شركة “رايثيون” (Raytheon) بالتعاون مع القوات الجوية الأمريكية. وبعد اجتيازها مراحل الاختبار والتقييم اللازمة، بدأت عمليات الإنتاج الجماعي لهذه القنبلة لتزويد القوات المسلحة الأمريكية وحلفائها بتلك القدرة التكتيكية المتقدمة.

ومعظم طائرات القوات الجوية الأمريكية قادرة على حمل حزمة من أربع قنابل من هذا النوع في مكان قنبلة واحدة من زنة 907 كلغ.

ويتم توجيهها بالقصور الذاتي وبنظام الملاحة العالمي GPS، ولديها نظام بحث حراري مع التعرف على الهدف تلقائيا من أجل ضرب الأهداف المتحركة.

وتتميز القنبلة بأن لديها رأسين حربيين:

  • رأس الاختراق، وله قدرة على اختراق 2.4 أمتر من الخرسانة المسلحة​.
  • رأس التفجير، ويحتوي على 17 كلغ متفجرات من مادة AFX-757

ويمكن تركيب رأس حربي من اليورانيوم المنضب​، كما أن لها قدرة على الحوم بفضل أجنحتها، ويصل مداها إلى 110 كلم.

ويتراوح سعر القنبلة بين 40 و110 ألف دولار حسب التقنيات والتجهيزات.

قنبلة GBU 39

الخصائص العامة

  • الوظيفة الأساسية: سلاح جو – أرض موجه
  • المصنع: شركة بوينج
  • المدى: أكثر من 40 ميلًا بحريًا (46 ميلًا)
  • نظام التوجيه: نظام تحديد المواقع العالمي / نظام الملاحة بالقصور الذاتي
  • تكلفة الوحدة: حوالي 40،000 دولار
  • القدرة التشغيلية الأولية: أكتوبر 2006
  • المتوقع الجرد: القوة الإجمالية، 24000 ذخيرة و 2000 عربة

ومنذ ذلك الحين، أثبتت كفاءتها وفعاليتها في العديد من المهام العسكرية.

كيف يتم اطلاق قنبلة GBU 39

قنبلة GBU 39

تستخدم قنبلة GBU 39 الموجهة، تقنيات متقدمة لتحقيق دقة عالية في الضرب. إليك كيفية عملها بشكل عام:

1. التحديد والتوجيه: تعتمد على نظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية (GPS) لتحديد موقع الهدف المراد استهدافه بدقة عالية. يتم برمجة البيانات الخاصة بالهدف في القنبلة قبل إطلاقها.

2. الهبوط والتوجيه: بعد إطلاق القنبلة من الطائرة، تنتقل إلى منطقة الهدف. تعتمد القنبلة على الأجنحة الجوية الموجودة في هيكلها للحفاظ على استقرارها وتوجيهها خلال الهبوط.

3. نظام التوجيه: عندما تكون القنبلة قرب الهدف، يتم تنشيط نظام التوجيه المدمج فيها. هذا النظام يعتمد على الليزر أو الأشعة تحت الحمراء لتوجيه القنبلة نحو الهدف المحدد بدقة عالية.

4. الانفجار والتدمير: بعد الوصول إلى الهدف، يتم تفعيل الرأس الحربي للقنبلة لتحقيق الانفجار والتدمير المطلوب. يتم تصميم الرأس الحربي لتوليد انفجار قوي قادر على تحطيم الأهداف المحددة بشكل فعال.

ويذكر أن العملية الدقيقة لآلية عمل قنبلة GBU 39 قد تختلف بين النماذج المختلفة والتحسينات التكنولوجية الحديثة. ومع ذلك، المبدأ العام للتحديد والتوجيه والتدمير هو مشابه في تصميم القنابل الموجهة الذكية.

 

أهداف استخدام قنبلة GBU 39

تستخدم لتحقيق عدة أهداف عسكرية وتكتيكية. إليك بعض الأهداف:

  1. تدمير الهدف المحدد: تستخدم القنبلة GBU 39 لتدمير الأهداف المحددة بدقة عالية، مثل المنشآت العسكرية والمركبات والأهداف الحيوية. يتم تحقيق ذلك من خلال الدقة العالية والقدرة التوجيهية للقنبلة.
  2. الهجوم الضمني: يمكن استخدامها في الهجمات الضمنية حيث تستهدف الأهداف بدقة وبدون إحداث أضرار جانبية للبنية التحتية المدنية المحيطة.
  3. دعم القوات الأرضية: تستخدم في دعم القوات الأرضية في المعارك والعمليات العسكرية، حيث تستهدف الأهداف العدو وتوفر غطاء ناري فعالًا ودقيقًا للقوات العاملة على الأرض.
  4. الاستخبارات والاستطلاع: يمكن استخدام القنبلة GBU 39 في الاستخبارات والاستطلاع، حيث يمكن توجيهها لاستهداف الأهداف المهمة والحصول على معلومات قيمة عن التضاريس والتحركات العدو.

 

صور لآثار قنبلة GBU 39 بعد الإطلاق على الأماكن المأهولة

 

في ختام هذه المقالة التي أعدتها لكم مدونة المهندس تك، أود أن أعرب عن امتناني العميق لكم على وقتكم واهتمامكم في قراءة هذا المقال حول قنبلة GBU 39 وتفاصيلها. نأمل أنكم استفدتم من المعلومات التي قدمت وأنها أضافت قيمة لمعرفتكم في مجال القنابل الموجهة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى