تخزين طاقة أكثر بأربعة أضعاف | تقنية جديدة في صناعة البطاريات
تعد التكنولوجيا الحديثة للبطاريات من أهم المجالات التي تشهد تطوراً مستمراً، حيث تستخدم البطاريات في العديد من التطبيقات المهمة مثل السيارات الكهربائية والأجهزة المحمولة والأنظمة الشمسية والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى. ومن بين العوائق الرئيسية التي تواجه تطويرها هي القدرة الضعيفة على تخزين الطاقة والتي تقتصر في حالة البطاريات الليثيوم على حوالي ٢٠٠ واط ساعة لكل كيلوغرام.
ومع ذلك، فإن هناك تقنية جديدة للبطاريات تسمح بتخزين طاقة أكثر بأربعة أضعاف من البطاريات الليثيوم، وهي تقنية جديدة تعتمد على الإلكتروليت (المادة التي تفصل قطبي البطارية عن بعضهما البعض) صلب بدلاً من الإلكتروليت السائل المستخدم في بطاريات الليثيوم-أيون الحالية، مما يمكن للمستهلكين الاستفادة منها لفترات أطول وتوفر طاقة أكبر، وهذا يعني أنها يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات بما في ذلك السيارات الكهربائية والأجهزة المنزلية والمزيد.
وأفاد الباحثون في معهد إيلينوي للتكنولوجيا، في الولايات المتحدة، بأن التقنية الجديدة التي طوروها تسمح بصنع بطاريات عالية الأداء مع كثافة تخزين للطاقة أكبر بأربع مرات من تلك التي تستخدم الليثيوم-أيون.
وستكون التقنية فعالة كفاية لتشغيل سيارة كهربائية لمدى يتجاوز 1600كيلومتر. للتوضيح فإن معظم مدى السيارات الكهربائية المتاحة اليوم يتراوح بين 240 و500 كيلومتر فقط.
وأفاد الباحثون بأن التقنية يمكن أن تحدث ثورة في مجال النقل الكهربائي، حيث ستجعل السيارات الكهربائية أكثر جدوىً بفضل حاجتها الأدنى للشحن ومداها الأبعد.
وستسمح التقنية بتطبيق الطيران الكهربائي على نطاق أوسع وحتى إتاحته لعدد كبير من الركاب وعلى مسارات طويلة بدلاً من الحدود الحالية عند قرابة 100 كيلومتر للرحلة.
جدير بالذكر أن بطاريات الليثيوم أيون التي نعرفها اليوم كانت تقنية ثورية للغاية في الماضي، من حيث كثافة الطاقة الخاصة بها. وأتاح تطويرها الليثيوم بانتشار اللابتوبات والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إضافة إلى أنها سبب أساسي في نجاح السيارات الكهربائية التي كانت تمتلك ماضياً متعثراً للغاية قبل ذلك.
وبالنهاية، فإن إطلاق تقنية البطاريات الجديدة هي خطوة جديدة في مسار الابتكار التقني وتطوير التكنولوجيا الحديثة، وهي تمثل تطورًا مهمًا في مجال الطاقة المتجددة. ويمكن القول بأن هذه التقنية الجديدة تمثل بداية جديدة نحو مستقبل أكثر استدامة ونظيفة.