الأمن الرقمي.. كيف تحمي خصوصيتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
تعد مسألة الأمن الرقمي حماية الخصوصية من الأمور المهمة جدا التي يغفل عنها الكثير منا، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر انعكاسًا لحياتنا الشخصية، وأنشطتنا وسلوكنا وكل ما يمكن أن يتعلق بالشخص، لذا يتساءل الكثيرون كيف أحمي معلوماتي وصفحتي الشخصية من السرقة والاختراق، خاصة في ظل التطور التكنولوجي؟
المختص في الإعلام الاجتماعي سائد حسونة، ذكر أن أهمية حماية الخصوصية تشمل جانبين، الجانب الأول، الوعي الشخصي في استخدام هذه المواقع، والجانب الآخر هو الجانب التقني في كيفية استخدم تقنيات الحماية والخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي او على الانترنت بشكل عام.
ويعرف الأمن الرقمي: “كيفية استخدم الانترنت والخروج منه دون الوقوع في الضرر أو التعرض للاستهداف من القراصنة أو مِنْ الذين يمكن أن يستخدموا المعلومات والبيانات الشخصية على الشبكة العنكبوتية مثل الصور والبيانات الخاصة بالمستخدم”. وفق حسونة.
وأوضح حسونة لـ“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن الوعي الشخصي يستوجب أن يكون هناك قناعة تقضي ب “أنه ليس كل ما يعرف ينشر، وأن معلوماتي الشخصية هي معلومات ثمينة، قد يستغلها البعض”، مشيرًا إلى أن كل معلومة تهدر على مواقع التواصل الاجتماعي هي معلومة مهمة بالنسبة للطرف الأخر الذي يعمل على تحليلها و دراستها و بناء سلوك اجتماعي عليها.
وأشار إلى أنه بمجرد دخول المستخدم إلى الانترنت يترك ما يسمى بـ “الأثر الرقمي”، حيث تعمل خوارزمية الانترنت على دراسة السلوك وتقدم اعلانات ومقترحات معينة بناءً عليها؛ الأمر الذي ينعكس على سلوك المستخدم إذ يتفاجأ بنتيجة البحث عن أمر معين في مكان آخر.
وقال حسونة، إنه عند تحميل تطبيقات التواصل الاجتماعي تطلب منك أذونات استخدام الكاميرا و”جي بي اس” والمايك ما يتيح لها الاستفادة من هذه الاذونات وكافة المعلومات المتاحة، لافتا أنه بذلك يعطي إذن للمايك بالاستماع لما يتم التحدث به، مستدركًا: “يمكن أن يحدث أنه عندما تتكلم مع صديق بجانبك عن موضوع ما تتفاجأ بأن التطبيق يقترح لك هذه المواقع”، مبينًا أن ذلك أصبح من الواقع وحقيقي.
وأضاف، أنه يجب على المستخدم أن يحمي نفسه من هذه الإجراءات التي تقوم بها مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تقنين لإهدار المعلومات لها، مثلا من اعدادات الخصوصية في فيسبوك أن تستخدم الكاميرا، لكن في تطبيق آخر ليس مهم أن يستخدم الكاميرا، أو جهات الاتصال الخاصة به، مشيرًا إلى أن هذه الخاصية من الأدوات المستجدة في اختراق الاجهزة المحمولة.
في السياق، ذكر المختص في الاعلام الاجتماعي، أن ربط الحسابات ببعضها البعض قد يعرض صاحبها لمشكلة في حال توقف أحد الحسابات، مبينًا ان هناك الكثير من الناس يتعرضون لمشكلة في حساب الإنستغرام وفيسبوك، بسبب ربط الحسابين ببعضها، وعند إغلاق الفيسبوك يغلق الإنستغرام مباشرة.
وتابع: “حل المشكلة هذه إنشاء حساب إنستغرام مستقل وحساب فيسبوك مستقل، وربطها فيما بعد وليس حين الانشاء في نفس اللحظة، وهذا من الممكن ان يحدث في كثير من التطبيقات”.
وأردف:” هناك بعض الاشياء المساعدة مثل مضاد الفايروسات، بحيث يكون مرخصًا ومن شركات معروفة، ويساعد على كشف الثغرات بشكل دوري”.
وبشأن الروابط الاحتيالية، قال: “كثيرًا ما يصلنا رسائل على الجوال او الواتساب او الفيسبوك الشكل العام لرسالة مكتوبة باسم فيسبوك، وفيها قد يكون حرف واحد مختلف، مبينًا ان هذا من عمليات الاحتيال، في الوقت أنه ذهنيا لم أقرأ لان الصورة مطبوعة فيسبوك وهناك رابط، فإذا ضغطت على الرابط فهو رابط احتيالي وانتقل لكلمة المرور فهو عمليا عمل عملية سرقة لكلمة المرور”.
وذكر المختص في الاعلام الاجتماعي، أن برنامج بيغاسوس هو أحدث البرامج الاحتيالية أو الاختراق الحديثة كونه تجاوز جميع المحاولات أو جميع الطرق التي من الممكن أي تطبيق اختراق او خبيث أنه يجتاح الجهاز المحمول او الجهاز التابليت، مشيرًا إلى أنه يستخدم التقنية الصفرية ولا يترك أي أثر على الهاتف.
على الصعيد ذاته، بيّن حسونة ان غالبية المستخدمين يختارون كلمة مرور سهلة لا يلقون لها بالًا مثل تاريخ الميلاد واسم الابن وغيرها، موضحًا أن هذه المعلومات سهلة التخمين ومن الممكن اختراقها بسهولة.
ونصح مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتحسين اختيار كلمات المرور وان تتكون من أرقام ورموز وحروف، وبعيدة عن التخمين لا يمكن توقعها، فضًلا أنه لا يجب أن تكون كل التطبيقات تحمل نفس كلمة المرور.
شاهد لقاء لبرنامج صباح فلسطين على قناة الأقصى الفضائية، للحديث عن الأمن الرقمي، وحماية الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي.