كيف تمكن الإعلام الفلسطيني من دحض الرواية “الإسرائيلية” خلال عملية نفق الحرية؟
يؤكد الاعلام الاجتماعي الفلسطيني مجددًا تأثيره الكبير بشكل مختلف على المستوى المحلي والعالمي، لا سيما بعد معركة “سيف القدس”، والذي أصبح مؤثرًا أيضًا في عملية انتزاع الحرية، فكيف تم تداول هذه القضية بشكل واعي من قبل الاعلام الاجتماعي الفلسطيني.
المختص في الاعلام الاجتماعي، أ. سائد حسونة، أن الاحتلال الإسرائيلي استطاع من خلال بعض الثغرات بث الشائعات والتأثير على الرأي العام الفلسطيني في منصات السوشيال ميديا، مبينًا أن الابداع الفلسطيني تمكّن من تدارك هذه المسألة في وقت قياسي واستطاع صناعة حقبة تاريخية مهمة في هذا التوقيت.
وأوضح حسونة لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أن الإنتاج الاعلامي الذي تم اصداره في هذه الفترة كالتصاميم والفيديو ورسومات الكاريكاتير كانت كبيرة وسريعة، مشيرًا إلى أنها تنوعت بين محاكاة لعملية انتزاع الحرية، والسخرية من المنظومة الأمنية “الإسرائيلي” التي لم تستطع ان تصل لأي معلومة الا بعد وقت كافي لها.
ولفت أن “الاعلام الاجتماعي أخطئ عندما نقل الرواية “الإسرائيلية” الأولى كمصدر أساسي لعملية انتزاع الحرية واعتبارها الرواية الصادقة، كرواية أنه تم تسليمهم من خلال عائلة عربية عندما طلبوا الطعام، وأنهم كانوا بحالة صعبة”.
وبيّن حسونة، أن عند التدقيق في الصور التي نشرها الاعلام “الإسرائيلي”، لوجدنا أن الرواية تختلف، مضيفًا أنه ظهر على وجوه الاسرى الراحة والاهتمام الشديد وكأنهم كانوا بين أهلهم.
كما أوضح أن تداول الرواية “الإسرائيلية” أثر كبير على الوعي الفلسطيني ونتج عنه موجة ضد أهلنا في الناصرة المحتلة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي من باب الانتقام “الإسرائيلي” لتضامن أهل الداخل المحتل مع قطاع غزة والقدس.
وتابع المختص في السوشيال ميديا، إن الاعلام الاجتماعي الفلسطيني تدارك خبث الاحتلال في وقت قصير، وبدء حملات مضادة ومكثفة تتمثل في نشر المعلومات المهمة حول الأسرى الستة، وتاريخهم النضالي، ومحاولات انتزاع الحرية السابقة للمهندس محمود عارضة.
وأكد، أن عملية سجن جلبوع كان لها انعكاسًا كبيرًا على الواقع الفلسطيني في استذكار قضايا مهمة، مثل قضية الاسرى الفلسطينيين، فضلًا عن استحضارها على الطاولة لتصبح هي القضية رقم 1 عبر الاعلام الاجتماعي، وعند أصحاب القرار في أي مفاوضات تبادل أسرى قادمة.
وشدد حسونة على دور الاعلام الاجتماعي في صياغة صفقة تبادل الأسرى التي تحاك (صفقة وفاء الاحرار2) ليكون الاسم الأول في الصفقة هو المهندس محمود عارضة واخوانه الخمسة، مشيرًا إلى ذلك ساهد في طمأنة الفلسطينيين من خلال استخدام الاعلام والسوشيال ميديا.
وتطرق إلى دور السوشيال ميديا في إيصال صوت الأسيرة أنهار الديك، والتي تحررت وانجبت طفلها علاء بين أهلها، إلى جانب إحياء قضية الاسيرة إسراء الجعابيص.
ودعا المختص في الاعلام الاجتماعي، إلى المحافظة على هذا الإنجاز بعدم الانسياق وراء الرواية “الإسرائيلية” والعمل على بث المحتوى الذي يدعم نفسيات أهالي الاسرى، خاصة أنهم يمرون في حالة نفسية صعبة.