السبب الحقيقي وراء عطل Facebook “المفاجئ”
في الساعات الأخيرة أصاب فيسبوك، إنستجرام، واتس آب، وماسنجر عطلًا على مستوى العالم، وصفه “آندي ستون” مسؤول العلاقات بـ Facebook، أنه عطل مفاجئ، وأنهم يعملون على استعادة الخوادم في أسرع وقتٍ ممكن.
مبدئيًا، ما هي سياسة Facebook؟ إن لم تكن تعلم بالفعل، فإن Facebook يستخدم خوارزميات تقوم بجمع المعلومات عن المستخدم وتخزينها في قاعدة البيانات. تلك المعلومات ليست فقط بريدك الإلكتروني أو بيانات حسابك، بل مدى تفاعلك مع المنشورات المختلفة، ومن ثم إظهار المنشورات الأكثر توافقًا مع نشاطاتك وبياناتك، لأنها ببساطة هي الأكثر احتمالية أن تضغط عليها وتتفاعل معها. أنصحك بمشاهدة الفيلم الوثائقي Social Dilemma لمعرفة المزيد عن هذه الخوارزميات.
البعض يرى هذا الأمر انتهاكًا للخصوصية، والبعض لا يمانعه بحجة أنها تُظهر لك ما تود رؤيته وتحب أن تتفاعل معه. كل هذا أمرٌ معروف والمستخدمون على علمٍ به. إليك ما أنت لست على علمٍ به.
Facebook تخطوا حدودهم، وفقًا لعالمة البيانات السابقة بالشركة
بالشهر الماضي، سبتمبر، تم تقديم بلاغ من مجهول للمباحث الفدرالية، بأن سياسة Facebook تحث على الكراهية ونشر الشائعات، بالإضافة إلى أن انستجرام -التابع لسياسة Facebook- يؤذي المراهقات، وأن الإدارة على علمٍ بهذه الأمور، ولكنها تتغاضى عنها! حسب الملفات التي نشرتها صحيفة Wall Street Journal. الملفات تُظهر أيضًا أدلة واضحة على أن تلك المشكلات معروفة عند كل موظف وعامل داخل الشركة، وصولًا إلى الرئيس “مارك زوكربيرج” نفسه، وأنهم يظهرون حالة من اللامبالاة تجاه كل مشكلة منهم.
ليلة أمس، نُشرت مقابلة صحفية لـ Frances Haugen، عالمة البيانات السابقة بـ Facebook، مع برنامج الأخبار الأمريكي الشهير “60 Minutes”، والتي كشفت فيها أنها هي صاحبة البلاغات والوثائق المقدمة للمباحث الفدرالية وصحيفة Wall Street Journal، والتي أشارت Frances ان هذه الوثائق هي أبحاث سرية خاصة بشركة Facebook، ولم يكن من المقرر الإعلان عن نتائجها للعوام بأي حال من الأحوال. إليك اللقاء كاملًا.
لدينا أدلة حول أن نشر الكراهية، الصراعات السياسية، والإشاعات على Facebook والمنصات التابعة لنا، يؤثر بشكلٍ واضح على المجتمعات المختلفة حول العالم. يمكننا أن نتخذ إجراءات تجاه هذه المنشورات بقدرٍ ضئيل، من 3 إلى 5% فقط ليس أكثر، و 0.6% فقط تجاه المنشورات التي تحث على العنف.
أحد الأبحاث السرية المسربة الخاصة بـ Facebook
إذًا، منصة Facebook والمنصات التابعة لها، لا يأبهون سوى بعدد التفاعلات والمشاركات، حتى ولو كانت ستتسبب في العنف والكراهية!؟ هل هذه نكتة أم ماذا؟ بالطبع هذه الأمور تؤثر بالتباعية على حياتنا الواقعية، وعلى علاقتانا مع بعضنا البعض، وأبسط مثال هو نشر التعصب الكروي، وأثره المروع على حياتنا وعلاقتنا ببعضنا.
خوارزمية Facebook ليست كما تعتقد
بعد أن وضحنا كيف من المفترض أن تعمل خوارزمية Facebook، إليك كيف تعمل الخوارزمية فعليًا. وفقًا لـ Frances Haugen، فإن أبحاث Facebook تشير إلى أن المنشورات التي تستهدف عاطفة الغضب والحقد، هي المنشورات التي يتفاعل معها الناس بشكلٍ أكبر، وتجعلهم يبقون على المنصة يتصفحون أكثر.
أدركنا في Facebook أنه إذا غيرنا الخوارزمية لتكون أكثر أمانًا، ومنعنا المنشورات التي تنشر الإشاعات وتحث على الكراهية والغضب، سيقل الوقت الذي يقضونه المستخدمون على المنصة، وبالتالي سيتفاعلون مع إعلانات أقل، ومن ثم ستقل أرباحنا.
صرحت Frances Haugen
من المقرر أن تَمثل Frances Haugen هذا الأسبوع أمام الكونجرس الأمريكي لمناقشة هذه القضية، وعلى أمل أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد Facebook، إذا صحت هذه المستندات.
عُطل Facebook “المفاجئ”
إذًا بعد أن استعرضنا هذه المعلومات والحقائق حول سياسة Facebook والمنصات التابعة لها، هل هو حقًا عطلٌ مفاجئ؟
أهي مصادفة أنه بعد ساعات قليلة من نشر هذه المقابلة وفضح سياسة الشركة، يأتي عطل مفاجئ يضرب المنصات الثلاث؟ هناك اعتقاد منتشر حاليًا يشير إلى أن العطل ليس مفاجئًا، بل هو مقصود من الإدارة، حتى يقوموا بتعديل الخوارزميات ومحو أي أدلة قد تدينهم أمام المحكمة.
هذا الاعتقاد منطقي ووارد جدًا، فإذا ثبتت إدانة الشركة أمام المحكمة، ستتعرض الإدارة لأحكام شديدة قد تصل إلى السجن، وبالطبع ستخسر الشركة ملليارات، فحقوق الإنسان والحرص عليها هي أولوية هامة في القانون الأمريكي.
في الواقع، أشعر بالصدمة بعد معرفة هذه الحقائق، لم أعتقد أبدًا أن منصة Facebook التي قد تحظرك إذا كتبت شتائم مثلًا، والتي أيضًا تمنع كتابة اسم “فلسطين” بحجة أنها سبب للعنف والفتنة، تسمح بانتشار المنشورات التي تُشعرك بالغضب وتحث على العنف والكراهية ونشر الشائعات، وأنهم لا يتخذون إجراءات تجاهها سوى بنسبة ضئيلة لا تتعدى الـ 5%! Facebook تضحي بحيوات مستخدميها مقابل كسب المزيد من المال!
– المصدر: مقال للكاتب سيف فايد، مدونة GamesMix