“السوشيال ميديا” سلاح الانتخابات الجديد
ستبدأ نهاية الشهر الجاري العملية الدعائية للقوائم الانتخابية الفلسطينية، لكن اليوم وفي عصر السرعة اختلفت المعايير؛ فمؤيدو تلك القوائم من الجيل الرقمي باتوا يمتلكون سلاحا غير تقليدي.
وسيكون لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرا كبيرا في تسليط الضوء على المرشحين وتصيد هفوات الآخرين والترويج لها.
ومنذ تشكيل القوائم المنافسة على الانتخابات التشريعية، يحاول مؤيدوها الترويج لمرشحيهم عبر المنشورات والفيديوهات واتخاذ اسم القائمة “وسما” للتغريد عليه.
وفي الوقت الذي أصبح فيه العديد من الأشخاص لا يحصلون على الأخبار إلا عن طريق مواقع التواصل، يبرز تأثيرها على حياتهم واتخاذ بعض القرارات المهمة كونهم يتأثرون بالمتغيرات “السوشلجية”.
يقول سائد حسونة المختص في مواقع التواصل الاجتماعي: “شكلت وسائل التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة في الكثير من المجالات ومنها السياسي لحث المستخدمين على المشاركة السياسية والتعرف على البرامج والحملات الانتخابية للمرشحين”.
ويضيف: وسائل التواصل إحدى الأدوات المهمة للتحشيد ومحاولة كسب الناخبين والتأثير على الرأي العام باتجاه معين، خصوصا بعد التوجه العالمي بسبب كورونا وتغيير صناديق الاقتراع والإجراءات المتبعة لبدائل الكترونية.
ويرى حسونة أن الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي بات أمراً طبيعياً تشهده الحياة الحزبية والأنظمة السياسية في العالم كله، عبر نشر الخطط والبيانات والرسائل والأخبار ومقاطع الفيديو والصور التي يمكن من خلالها جذب المتابعين ورصد ردود أفعالهم.
وحول كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي خلال المواسم الانتخابية، يوضح “للرسالة” أنها تنشط وتصبح سلاحاً غير تقليدي وتتحول الى ساحات افتراضية للمعارك بين المتنافسين تديرها جيوش إلكترونية للتأثير في توجهات الناخبين لجذب جماهير جدد، لافتا إلى أن هذا حدث بالفعل في الحملات الانتخابية العالمية.
ويشير حسونة إلى القدرة التي وصلت لها هذه الشبكات من خلال فرض سلطتها على السلطة نفسها وهذا ما كان واضحا في تعاملها مع تصريحات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بالإضافة لتسخيرها عددا كبيرا من المبرمجين لتعزيز مكافحة المعلومات المضللة والمزيفة خلال الحملات الانتخابية.
وفي الوقت ذاته يؤكد على أن التواجد على صفحات التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية وعدد المتابعين والمعجبين لا يعبر نهائيا عن نسب المشارَكة في صناديق الاقتراع، موضحا أنه إذا أخذت بعين الاعتبار الخصوصية الفلسطينية، لن تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي في قرار المواطنين الذين لديهم انتماء حزبي واضح.
ولفت حسونة إلى أنها من الممكن أن تؤثر في المستقلين غير التابعين لأي حزب أو أيِ زعيم، وهؤلاء في بعض الأحيان تكون خياراتهم هي التي تحدد الرابح في الانتخابات.
وحول تقييم حسونة لردود الفعل التي جرت على التصريحات الأخيرة التي أطلقها ناصر القدوة الذي يترأس قائمة الحرية حول قطاع غزة والإسلام السياسي يقول: “مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر سلاحا غير تقليدي للمرشحين مع الجيل الرقمي، وتأثيرها بالطبع سيزداد دورة بعد أخرى، متابعا: بكل تأكيد تؤثر الأخطاء المقدمة في المادة الاعلامية خلال الحملة على نسبة التصويت لصالح القائمة، وبالتالي ينعكس سلبا على القائمة ونستطيع تسمية هذه المواد بالمحتوى الفيروسي لسرعة انتشاره وتأثيره الكبير على المزاج العام والرأي للناخبين.